اللهم
يا وَلِيَّ الإسلام وأهلِهِ، ثَبِّتْنا على الإسلام حتَّى نلقاك به!
****
هذا من أجمل كلام المصنف يرحمه
الله!
أنه لما ذكر هذه المسائل العظيمة الخطيرة سأل الله التثبيت، ألاَّ يضله
الله مع أصحاب هذه الضلالات وأصحاب هذه المقالات الضالة، فهذا من الفقه والحكمة؛
أن الإِنسَان لا يغتر بعلمه، ويقول: أنا أعرف التَّوحيد وأعرف العقيدة، وليس عليَّ
خطر، هذا غرور بل عليه أن يخاف من سوء الخاتمة والضلال، يخاف أن ينخدع بأهل
الضلال، كم من معتدل انحرف، خصوصًا إذا اشتدت الفتن، يصبح الرجل مسلمًا ويمسي
كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، ويبيع دينه بعرض من الدُّنيا، كما صح الحديث
بذلك ([1]).
الفتن إذا جاءت يسأل الإِنسَان اللهَ الثباتَ، ولا يقول: أنا لست على خطر،
أنا عارف وأنا أصلي.
نعم، أنت عارف وتصلي والحمد لله، لكن عليك خطر وعليك أن تخاف، أنت أفضل أم إبراهيم عليه الصلاة والسلام؟! قال: ﴿وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ﴾ [إبراهيم: 35]، إبراهيم خاف على نفسه من عبادة الأصنام، مع أنه هو الذي كسَّرها وحطَّمها بيده، ولقي في ذلك العذاب والإهانة في سبيل الله عز وجل، ومع هذا يقول: ﴿وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ﴾ [إبرهيم: 35] ولم يقل: أنا الآن نجوت، بل طلب من الله أن يجنبه وبنيه أن يعبدوا الأصنام.
([1])أخرجه: الدارقطني رقم (1781)، وتمام في «فوائده» رقم (401).