وإن
جَارُوا.
****
الثالث: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: ويريدون به الخروج على أئمة
المُسْلمين إن كان عندهم معاصٍ دون الكفر، وهذا هو المنكر بنفسه، وليس من المعروف
في شيء.
الرابع: المنزلة بين المنزلتين: وهو الحكم على أصحاب
الكبائر بالخروج من الإسلام، وعدم الدخول في الكفر، وأما الخوارج فيحكمون عليه
بالكفر.
الخامس: إنفاذ الوعيد، ومعناه، أن من مات على معصية وهي كبيرة من الكبائر دون
الشِّرك، فهو خالد مخلَّد في النَّار، فهم يوافقون الخوارج في مصيره في الآخرة،
ويخالفون الخوارج في أنه في منزلة بين المنزلتين، وألَّف فيها القاضي عبد الجبار -
من أئمتهم - كتابًا سماه: «شرح الأصول الخمسة».
الجور معناه: الظلم، وإن تعدَّوْا وظلموا النَّاس بأَخْذِ أَموالِهِم،
وضَرْبِ ظُهُورِهِم، أو يقتلون المسلم، فلا يرون الخروج عليهم؛ لقوله صلى الله
عليه وسلم: «تَسْمَعُ وَتُطِيعُ وَإِنْ
ضُرِبَ ظَهْرُك، وَأُخِذَ مَالُك، فَاسْمَعْ وَأَطِعْ» ([1]).
فالصبر عليهم أولى من الخروج؛ لما في الخروج من المفاسد العظيمة، فهذا من باب ارتكاب أخف الضررين لدفع أعلاهما، وهي قاعدة عند أَهل السُّنة والجمَاعة، والنَّبي صلى الله عليه وسلم أمر بالصبر على جور الولاة وإن ظلموا وجاروا وإن فسقوا.
([1])أخرجه: مسلم رقم (55).