ولا
نَدعُو عليهم.
****
لا يجوز الدُّعاء عليهم: لأن هذا خروج معنوي، مثل الخروج عليهم بالسلاح،
وكونه دعا عليهم؛ لأنه لا يرى وِلايَتَهم؛ فالواجب الدُّعاء لهم بالهدى والصلاح،
لا الدُّعاء عليهم، فهذا أصل من أصول أَهل السُّنة والجمَاعة، فإذا رأيت أحدًا
يدعو على ولاة الأمور، فاعلم أنه ضال في عقيدته، وليس على منهج السلف.
وبعض النَّاس قد يتخذ هذا من باب الغيرة والغضب لله عز وجل، لكنها غيرة
وغضب في غير محلهما؛ لأنهم إذا زالوا حصلت المفاسد.
قال الإمام الفضيل بن عياض رحمه الله ويروى ذلك عن الإمام أحمد يقول: «لو أني أعلم أن لي
دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان».
والإمام أحمد صبر في المحنة، ولم يثبت عنه أنه دعا عليهم أو تكلم فيهم، بل
صبر وكانت العاقبة له، هذا مذهب أَهل السُّنة والجمَاعة.
فالذين يدعون على ولاة أمور المُسْلمين ليسوا على مذهب أَهل السُّنة
والجمَاعة، وكذلك الذين لا يدعون لهم، وهذا علامة أن عندهم انحرافًا عن عقيدة أَهل
السُّنة والجمَاعة.
وبعضهم ينكر على الذين يدعون في خطبة الجمعة لولاة الأمور، ويقولون: هذه
مداهنة، هذا نفاق، هذا تزلف.
سبحان الله! هذا مذهب أَهل السُّنة والجمَاعة، بل من السنة الدُّعاء لولاة الأمور؛ لأنهم إذا صلحوا صلح النَّاس، فأنت تدعو لهم بالصلاح والهداية والخير، وإن كان عندهم شر، فهم ما داموا على الإسلام فعندهم خير، فما داموا يُحَكِّمون الشرع، ويقيمون الحدود، ويصونون