ولا
نَنزِعُ يَدًا مِن طاعَتِهم.
****
الأمن، ويمنعون العدوان عن
المُسْلمين، ويكفُّون الكفَّار عنهم، فهذا خير عظيم، فيدعى لهم من أجل ذلك، وما
عندهم من المعاصي والفسق، فهذا إثمه عليهم، ولكن عندهم خير أعظم، ويُدعى لهم
بالاستقامة والصلاح فهذا مذهب أَهل السُّنة والجمَاعة.
أما مذهب أهل الضلال وأهل الجَّهل، فيرون هذا من المداهنة والتزلُّف، ولا
يدعون لهم، بل يدعون عليهم.
والغيرة ليست في الدُّعاء عليهم، فإن كنت تريد الخير؛ فادعُ لهم بالصلاح
والخير، فالله قادر على هدايتهم وردِّهم إلى الحق، فأنت هل يئست من هدايتهم؟ هذا
قنوط من رحمة الله.
وأيضًا الدُّعاء لهم من النصيحة، كما قال صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، الدِّينُ
النَّصِيحَةُ، الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قَالُوا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:
لِلهِ، وَلِكِتَابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ
وَعَامَّتِهِمْ» ([1]). فهذا أصل عظيم يجب
التنبه له، وبخاصة في هذه الأزمنة.
«ولا ننزع يدًا من طاعتهم» هذا تأكيد لما سبق، حتَّى ولو حصل منهم ظلم وجور ومعاصٍ وكبائر دون الشِّرك، فإننا لا ننزع يدًا من طاعتهم، ولا نخرج عليهم ولا نعصيهم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ﴾ [النساء: 59] بل نجاهد معهم، ونشهد الجُمَعَ والجماعات والأعياد معهم؛ من أجل اجتماع كلمة المُسْلمين.
([1])أخرجه: البخاري رقم (4340)، ومسلم رقم (1840).
الصفحة 4 / 224