ونرى طاعَتَهم من طاعة الله
عز وجل فَرِيضَةً، ما لم يَأمُروا بمعصية.
وندعو لهم بالصَّلاحِ
والمُعافَاةِ.
ونتَّبِعُ
السُّنَّةَ والجَماعَةَ، ونَجتَنِبُ الشُّذوذَ والخِلافَ والفُرقَةَ.
****
قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ﴾ [النساء: 59]؛ فالله أمر بطاعة ولاة الأمر من
المُسْلمين، أما الكافر فلا طاعة له على المُسْلمين، ﴿وَلَن يَجۡعَلَ ٱللَّهُ
لِلۡكَٰفِرِينَ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ سَبِيلًا﴾ [النساء: 141] لأنه
قال: ﴿وَأُوْلِي
ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ﴾ يعني: المُسْلمين.
فتجب طاعتهم إلا إذا أمروا بمعصية، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله، فلا
تُطِعْه في تلك المعصية، لكن ليس المعنى أن تخرج عليه وتنزع الطاعة مطلقًا، بل لا
تطعه في تلك المعصية، وأطعه فيما عداها، مما ليس بمعصية وقال صلى الله عليه
وسلم: «إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي
الْمَعْرُوفِ» ([1]).
ندعو الله أن يُرجِعَهم إلى الحق، ويصحِّح ما عندهم من الخطأ، ندعو لهم
بالصلاح؛ لأن صلاحهم صلاح للمُسْلمين، وهدايتهم هداية للمُسْلمين، ونفعهم يتعدَّى
لغيرهم، فأنت إن دعوت لهم دعوت للمُسْلمين.
هذا أصل عظيم من أصول أَهل السُّنة والجمَاعة، وهو اتباع سنة النَّبي صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا؛
الصفحة 1 / 224