×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([1])؛ فلما أمر بالسنة نهى عن البدعة.

والبدعة: ما أُحدث في الدين مما ليس منه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2])، وكل عبادة وكل عمل يتقرب به العبد لله، وليس عليه دليل من الكتاب ولا السنة، فهو بدعة، وإن كان قصد فاعله التقرُّبَ إلى الله فهو إنما يبعده عن الله، ولا يثاب عليه؛ بل يعاقب، فالسنة ما كان عليه دليل من الكتاب أو السنة.

والبدع كثيرة جدًّا، فالنَّاس يُحدِثُون بدعًا كثيرة، فالبدع لا تُقَرُّ ولا يُعمَل بها مهما كانت وممن صدرت.

ومن البدع: ما يعمل من الاحتفالات بالمولد النبوي، فهو بدعة، ليس عليه دليل من الكتاب ولا السنة ولا هدي الخلفاء الرَّاشدين، ولا من هدي القرون المفضلة التي شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية، إنما أُحدث بعد هذه القرون لما فشا الجَّهل.

وأول من أحدث المولد: الشيعة الفاطميون، ثم أخذه الأغرار المنتسبون لأَهل السُّنة عن حسن نية وقصد، ويزعمون أنه من محبة الرسول، وليس ذلك من محبته، إنما المحبة بالاتباع لا الابتداع.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])أخرجه: الترمذي رقم (2172)، وأحمد رقم (27224)، والحاكم رقم (394).