تعصي
الإلهَ وأنت تزعم حُبَّه |
|
هذا
لَعَمْرِي في القياس شَنِيعُ |
لو
كان حُبُّك صادقًا لأَطعتَهُ |
|
إن
المُحِبَّ لمن يُحِبُّ مُطِيعُ |
فعلامة المحبة الصادقة: الاتباع، أما الابتداع فهي علامة على الكراهة؛ لأن
النَّبي صلى الله عليه وسلم حذَّر من البدعة، وأنت تُحيِيها وتُحدِثُها، فمعنى ذلك
أنك تكره السنة، وإذا كنت تكره السنة فأنت تكره الرسول فإن كنت تريد الخير فتب إلى
الله وارجع، أما العناد والمكابرة فهذا اختيار سيئٌ لنفسك.
وكذلك نلزم الجماعة ونترك الشذوذ؛ فلا نأتي بعمل ولا بقول شاذ ليس عليه عمل
المُسْلمين وقولهم؛ لأن هذا يُفَرِّق الكلمة ويُحدِث العداوة، فما دام المُسْلمون
يمشون على منهج الكتاب والسنة، فلا نترك ما هم عليه لقول شاذ، فالشذوذ والمخالفات
لا تجوز، والحمد لله، المُسْلمون يبحثون عن الحق، وإجماعهم «اللَّهَ عز وجل لاَ يَجْمَعَ أُمَّتِي عَلَى ضَلاَلَةٍ» ([1])، حتَّى الحديث إن
ورد عن طريق وسند صحيح، لكن فيه مخالفة لما هو أصح منه؛ فيسمى حديثًا شاذًّا عند
المحدثين.
فيجب التثبت في هذه الأمور، ولا ننبِّش في أقوال وأفعال مهجورة ونؤلف فيها
ونشوش على النَّاس أمور دينهم.
والشذوذ مخالفة ما عليه جماعة المُسْلمين، والخلاف ضد الاتفاق، والفرقة ضد الاجتماع، والشذوذ ضد الائتلاف، أما أن نبحث عن الشاذ، فهذا تضليل للأئمة وتجهيل لهم.
([1])أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (11537)، البيهقي في «الشعب» رقم (9513).
الصفحة 3 / 224