ومن الأدلة على البعث أيضًا: أن الله عز وجل لو لم يبعث النَّاس ويجازيهم لكان
خلقه عَبَثًا، والله سبحانه وتعالى منزَّه عن العبث: ﴿أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ
عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ ١١٥فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ
لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِيمِ ١١٦﴾ [المؤمنون: 115، 116].
فالإِنسَان الذي يُفنِي نفسَه بالعبادة والطاعة في الدُّنيا فيموت ولا
يبعث؟!
كذلك الكافر يَعِيثُ في الأرض فسادًا ويفعل الفواحش ويموت ولا يبعث؟!
هذا لا يكون من حكمة الله.
﴿أَمۡ
حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّئَِّاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ
سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ﴾ [الجاثية: 21].
وقال سبحانه: ﴿أَفَنَجۡعَلُ
ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ ٣٥مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ ٣٦﴾ [القلم: 35، 36].
﴿وَمَا
خَلَقۡنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا بَٰطِلٗاۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْۚ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ ٢٧أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ
ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ ٢٨﴾ [سورة ص: 27، 28].
فالمؤمن قد لا يُنَعَّم في الدُّنيا، ويكون في ضِيقٍ وشِدَّةٍ، فلا ينال
جزاء عمله! والكافر يُنَعَّم ويَبطِش ويفسد في الأرض ولا ينال جزاءه! هذا لا يليق
بحكمة الله عز وجل.
والبعث معناه: القيام من القبور: ﴿يَوۡمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [المطففين: 6].