والمحشر: مجمع الأمم، يجمع الله الأولين والآخرين بعد البعث، فالله على كل شيء
قدير، والإيمان بالبعث أحد أركان الإيمان الستة، كما في الحديث.
وأنكر البعث المشركون والملاحدة بناء على عقولهم، فقالوا: ﴿وَكَانُواْ
يَقُولُونَ أَئِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ
٤٧أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلۡأَوَّلُونَ ٤٨﴾ [الواقعة: 47، 48].
وذكر الله إنكارهم هذا في عدة مواضع، مثل: ﴿قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ
وَهِيَ رَمِيمٞ﴾ [يس: 78].
والله عز وجل ذكر أدلة عقلية على البعث: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يَبۡدَؤُاْ ٱلۡخَلۡقَ
ثُمَّ يُعِيدُهُۥ وَهُوَ أَهۡوَنُ عَلَيۡهِۚ﴾ [الروم: 27]. وهذا من باب ضرب المثل، فالذي خلقهم من
ماء مَهِين، أَلاَ يقدر أن يخلقهم من تراب ويُعِيدُهم كما كانوا؟!
﴿أَيَحۡسَبُ
ٱلۡإِنسَٰنُ أَن يُتۡرَكَ سُدًى ٣٦أَلَمۡ يَكُ نُطۡفَةٗ مِّن مَّنِيّٖ يُمۡنَىٰ ٣٧ثُمَّ
كَانَ عَلَقَةٗ فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ ٣٨فَجَعَلَ مِنۡهُ ٱلزَّوۡجَيۡنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلۡأُنثَىٰٓ
٣٩ أَلَيۡسَ ذَٰلِكَ بِقَٰدِرٍ عَلَىٰٓ أَن يُحۡـِۧيَ ٱلۡمَوۡتَىٰ ٤٠﴾ [القيامة: 36: 40].
ومن الأدلة: إحياء أرض يابسة قاحلة بيضاء ما فيها شيء، ثم يُنزِل الله عليها المطر، ففي أيام قليلة تهتَزُّ بالنبات، أليس الذي يحيي الأرض بعد موتها بقادر على أن يعيد خلق الإِنسَان؟! فهذا شيء معقول وشيء محسوس: ﴿وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلۡأَرۡضُ ٱلۡمَيۡتَةُ أَحۡيَيۡنَٰهَا﴾ [يس: 33] بعد أن كانت ميتة فأحياها بالنبات؛ ﴿وَتَرَى ٱلۡأَرۡضَ هَامِدَةٗ فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ﴾ [الحج: 5].