ونؤمِنُ
بالبَعثِ، وجَزاءِ الأَعمالِ يومَ القِيامَةِ، والعَرْضِ والحِسَابِ، وقِراءَةِ
الكِتَابِ، والثَّوابِ والعِقَابِ، والصِّراطِ والمِيزَانِ.
****
وكذلك الحديث الصحيح الذي أمر فيه النَّبي صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة
من أربع: «أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ
جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ،
وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ» ([1])... وغير ذلك من
الأدلة.
وقد يشاهِد بعض النَّاس ما يحصُل من عذاب القبر من أجل العِظَة والعِبْرَة.
ذكر الحافظ ابن رجب في كتابه «أهوال القبور وأحوال أهلها إلى يوم النشور»
ذكر عجائب، وذكر ابن القيِّم في كتابه «الروح» عجائب.
وقوله: «على ما جاءت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم »؛ لأن ما
في القبر من النعيم والعذاب من أمور الغيب، فلا نُثبِت إلا ما جاء به الدليل، ولا
ننكر ما جاء به، هذا مذهب أَهل السُّنة والجمَاعة.
بعد البرزخ يبعث النَّاس من قبورهم، فهذه القبور تضم الأجساد وتحفظها، فإذا
جاء البعث فإن الله ينشئ هذه الأجسام كما خلقها أول مرة، لا ينقص منها شيء: ﴿كَمَا
بَدَأۡنَآ أَوَّلَ خَلۡقٖ نُّعِيدُهُۥۚ وَعۡدًا عَلَيۡنَآۚ إِنَّا كُنَّا
فَٰعِلِينَ﴾ [الأنبياء: 104].
فتعاد كما كانت؛ بحيث لو مر شخص على رجل يعرفه لقال: هذا فلان، ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ في الصور النفخة الثانية، فتطير الأرواح إلى أجسادها.
([1])أخرجه: البخاري رقم (6536)، ومسلم رقم (2876).