×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

فالمُعتزلَة لا يؤمنون بما يحدث في القبر؛ لأنهم عقلانيون، وهم الذين يبنون الأمور على عقولهم، ويسمُّون أدلة الشرع ظنِّيَّة، فأما أدلة العقل عندهم فهي يقينية، فهكذا يقولون، وهؤلاء هم العقلانيون، وهم المُعتزلَة ومن سار على نَهجِهم من العقلانيين في هذه العصور.

ومن أدلة عذاب القبر: قول الله عز وجل في قوم فرعون: ﴿ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوّٗا وَعَشِيّٗاۚ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ [غافر: 46]؛ فقوله: ﴿ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوّٗا وَعَشِيّٗاۚ [غافر: 46]؛ هذا في القبر.

﴿وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَابٗا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ [الطور: 47]؛ فقوله: ﴿عَذَابٗا دُونَ ذَٰلِكَ قالوا: إنه عذاب القبر. وقيل: هو العذاب في الدُّنيا: ما يصيبهم من القتل والسَّبْي وضَرْب الجِزيَة وغير ذلك، والآية تشمل المعنيَيْن.

وقوله تعالى: ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَدۡنَىٰ دُونَ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡأَكۡبَرِ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ [السجدة: 21] العذاب الأدنى هو عذاب القبر، والأكبر هو عذاب يوم القيامة.

أما السنة: فتواترت الأحاديث بإثبات عذاب القبر.

منها: في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم مر على قبرين فقال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ. أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ. وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ»   ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (1311)، ومسلم رقم (588).