×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

يَفعَل ما يَشاءُ وهو غَيرُ ظالِمٍ أبدًا، تقدَّس عن كُلِّ سُوءٍ وحَيْنٍ، وتنزَّه عن كل عَيبٍ وشَيْنٍ.

﴿لَا يُسۡ‍َٔلُ عَمَّا يَفۡعَلُ وَهُمۡ يُسۡ‍َٔلُونَ [الأنبياء: 23].

وفي دُعاءِ الأَحيَاءِ وصَدَقاتِهِم مَنفعَةٌ للأَمواتِ.

****

فالله يفعل ما يشاء من الخير والشر، والنعمة والنقمة، وهو غير ظالم لعباده؛ لأنه يضع الأشياء في مَواضِعَها؛ فيضع النعمة والتوفيق لمن يتأهل لذلك، ويحرم من التوفيق ومن الطاعة من لا يستحق ذلك، وهو غير ظالم، فلا يعذب المطيع الصالح، ولا يثيب العاصي على معصيته.

فالله سبحانه الكامل في ذاته، والكامل في أسمائه وصفاته، والكامل في أفعاله وخلقه سبحانه وتعالى.

وكذلك لا يُسأل سبحانه عما يفعل؛ لأن كل شيء يفعله لحكمة، وواقع مَوْقِعَه، فأما العباد فيُسأَلون؛ لأنهم يُخطِئون، ويَضَعون الأمور في غير مواضعها، ففيه فرق بين الخالق والمخلوق، فالله لا يقع في أفعاله خلل، أما العبد فعنده ظلم وحسد وكِبْرٌ، وعنده أمور تقتضي أنه يخطئ في أموره وتصرفاته.

هذه مسألة فقهية، ولها تعلق بالعقيدة.

قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ»     ([1]).


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (3528)، والترمذي رقم (1362)، وابن ماجه رقم (1358).