×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

والنَّبي صلى الله عليه وسلم أمر المُسْلمين إذا دفنوا أخاهم أن يقفوا على قبره، وأن يستغفروا له ويسألوا له التثبيت   ([1]).

كذلك الصدقة تنفع الميت، جاء رجل إلى النَّبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بأن أمَّه ماتت، لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟، قَالَ: «نَعَمْ»   ([2]).

كذلك الحج ينفع غيره، كما جاءت به الأدلة، كما في حديث شُبْرُمَةَ، قال صلى الله عليه وسلم: «حُجَّ عَنْ نَفْسِكَ ثُمَّ حُجَّ عَنْ شُبْرُمَةَ»   ([3])؛ فهذا عمل للغير ينفع الميت.

كذلك لما جاءت امرأة تسأل النَّبي صلى الله عليه وسلم عن الحج عن أمها: أنها أدركتها فريضة الحج وَلَمْ تَحُجَّ أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ، حُجِّي عَنْ أُمِّك»   ([4]).

فتكون هذه الأشياء: الدُّعاء والاستغفار والصدقة والحج والعمرة، تكون نافعة للميت من عمل غيره، فتكون مخصِّصة للآية: ﴿وَأَن لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ إِلَّا مَا سَعَىٰ [النجم: 39].

وغلت طائفة في هذا وقالت: ينفع الميت كل شيء من عمل غيره، فيستأجرون المُقرِئِين يقرءون للميت، فمثل هذا العمل لا ينفع الميت ولا الحي؛ لأن القارئ أخذ على قراءته أجرة، فليس له ثواب.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (2760)، ومسلم رقم (1004).

([2])أخرجه: أبو داود رقم (1811)، وابن ماجه رقم (2903)، وابن خزيمة رقم (3039).

([3])أخرجه: البخاري رقم (1852).

([4])أخرجه: الترمذي رقم (3370)، وابن ماجه رقم (3827)، وأحمد رقم (9701).