×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

والله تعالى يستجِيبُ الدَّعَوات، ويَقضِي الحَاجَاتِ.

****

ومن ناحية ثانية: أن هذا الأمر مبتدَع، ليس عليه دليل، وسبحان الله! لو جعل الأجرة التي يعطيها المقرئ صدقة عن الميت صار تابعًا للسنة وينفع الميت، أما على وجه البدعة فلا ينفع الميت ولا الحي، وهذا نتيجة تَرْك السنة.

هذه من صفات الله عز وجل أنه يجيب من دعاه، قال سبحانه: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ [البقرة: 186].

وأمر الله عز وجل بدعائه فقال: ﴿ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ [غافر: 60].

وقال سبحانه: ﴿أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكۡشِفُ ٱلسُّوٓءَ وَيَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَآءَ ٱلۡأَرۡضِۗ [النمل: 62]... إلى غير ذلك من الآيات التي فيها الأمر بالدُّعاء وإجابة الدُّعاء.

وهذا من كرمه وجوده وإحسانه، يأمر عباده بدعائه ليستجيب لهم، مع أنه غني عنهم، ولكن لعلمه سبحانه وتعالى بحاجتهم أمرهم بدعائه، وفي الحديث: «مَنْ لاَ يَسْأَلِ اللهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ»   ([1]).

والدُّعاء أعظم أنواع العبادة؛ لقوله: «الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ»   ([2]).

وكما أنه أمر بدعائه، نهى عن دعاء غيره والإشراك به في الدُّعاء؛ فقال: ﴿وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا [الجن: 18].


الشرح

([1])أخرجه: أبو داود رقم (1479)، والترمذي رقم (3369)، وابن ماجه رقم (3828).

([2])أخرجه: مسلم رقم (1015).