والعلماء يقولون: دعاء العبادة مستلزم لدعاء المسألة، ودعاء المسألة
متضمن لدعاء العبادة.
والله عز وجل وعد مَن دعاه أن يستجيب له.
وقد يقول قائل: أنا دعوت ولم يستجب لي.
والجواب أن يُقال: المانع من عندك أنت، الدُّعاء سبب من الأسباب، والنتيجة
لا تحصل إلا إذا انتفت الموانع، فقد يكون مانع من الموانع منع استجابة دعوتك، إما
أن تكون دعوت بقلب غافل لاهٍ فأنَّى يُستجَابُ لقلب غافل لاهٍ! كما في الحديث، أو
أنك تأكل الحرام وتشرب الحرام وتلبس الحرام، قال صلى الله عليه وسلم في
الذي: «يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ
أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ،
وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ
بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ!» ([1])، أو يدعو بإثم أو
قطيعة رحم، فلا يُستجاب له. هذا من ناحية.
ومن ناحية ثانية: أن الله عز وجل أعلم بمصالحك، قد يعجِّل لك الإجابة وقد يؤخرها، وقد يصرف عنك من السوء مثلها، وأنت لا تدري، كما في الحديث: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلاَ قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلاَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلاَثٍ؛ إِمَّا أَنْ يُعَجِّلَ لَهُ دَعوتَهُ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الآْخِرَةِ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنَ السُّوءِ مِثْلَهَا» ([2]).