×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

ويَملِك كُلَّ شيءٍ، ولا يَملِكُه شيءٌ.

****

أهل الضلال يقولون: لا حاجة للدعاء؛ لأن الأمر إذا كان قُدِّر فلا يحتاج إلى دعاء؛ لأنه إذا كان الأمر قدر لك فإنه سيأتيك، ولو لم تَدْعُ، وإن كان لم يُقْضَ لك ويُقَدَّرْ فإنك لو دعوت لم يحصُلْ لك ولا يقدَّرْ.

وهذا ضلال، والعياذ بالله، ومخالف لكلام الله عز وجل.

والجواب: أنه لا تعارض بين الدُّعاء والقضاء والقدر، الذي قضى وقدر هو الذي أمر بالدُّعاء، والدُّعاء سبب من الأسباب، والمسبِّب هو الله عز وجل، وهناك بعض الأشياء قُدِّرت على أسباب، إذا وُجِدت أسبابها وجدت مسبباتها، والدُّعاء سبب.

من صفات الله عز وجل: أنه يملك كل شيء، فكل ما في الكون فهو ملك له: ﴿تَبَٰرَكَ ٱلَّذِي بِيَدِهِ ٱلۡمُلۡكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ [الملك: 1].

وقال تعالى: ﴿لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ [الحديد: 2].

فلا يخرج شيء عن ملكه، والنَّاس وما يملكون فهم ملكه سبحانه وتعالى: ﴿قُلِ ٱللَّهُمَّ مَٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِي ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُۖ بِيَدِكَ ٱلۡخَيۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٞ [آل عمران: 26].

فلا أحد يَفرِض ويُلزِم ويُملِي على الله شيئًا؛ لأن النَّاس عباد لله فقراءُ إليه، كما قال سبحانه: ﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخۡتَارُۗ [القصص: 68].

وقال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ۩ [الحج: 18].

وإنما هو سبحانه يدبِّر الأمر بمفرده، ويُجرِيه على حكمته سبحانه وتعالى.


الشرح