وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ
سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ
ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ ١٠﴾ [الحشر: 8- 10]؛ فهذا موقف المُسْلمين من صحابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم، يستغفرون لهم، ويسألون الله ألاَّ يجعل في قلوبهم
بغضًا للصحابة، وكذلك آل بيت الرسول فلهم حق القرابة وحق الإيمان، ومذهب أَهل
السُّنة والجمَاعة: موالاة أهل بيت النَّبي صلى الله عليه وسلم.
وأما النواصب: فيُوَالُون الصَّحابة، ويُبغِضون بيت النَّبي صلى
الله عليه وسلم، ولذلك سموا بالنواصب؛ لنَصْبِهِم العداوةَ لأهل بيت النَّبي.
والروافض: على العكس، والَوْا أهل البيت بزعمهم، وأبغضوا الصَّحابة، ويلعنونهم
ويكفِّرونهم ويذمونهم.
والصَّحابة يتفاضلون، فأفضلهم الخلفاء الراشدون الأربعة: أبو بكر وعمر
وعثمان وعلي، رضي الله عن الجميع، الذين قال فيهم النَّبي صلى الله عليه وسلم:
«عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ
الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، وَعَضُّوا عَلَيْهَا
بِالنَّوَاجِذِ» ([1]).
ثم باقي العشرة المبشرين بالجنَّة وهم: أبو عبيدة عامر بن الجراح، وسعد بن
أبي وقاص، وسعيد بن زيد، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن
عوف،رضي الله عنهم.
ثم أهل بدر ثم أهل بيعة الرضوان، قال تعالى: ﴿لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ فَتۡحٗا قَرِيبٗا﴾ [الفتح: 18].
([1])أخرجه: البخاري رقم (3673)، ومسلم رقم (2541).