وأن العَشَرَة
الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبشَّرهم بالجنَّة، على ما شَهِدَ لهم
رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقولُه الحق، وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان،
وعلي، وطَلحَةُ، والزُّبَير، وسَعدٌ، وسَعيد، وعبد الرحمن بن عَوفٍ، وأبو
عُبَيدَةَ بن الجراح وهو أمين هذه الأمة، رضي الله عنهم أجمعين.
ومَن
أَحسَنَ القَولَ في أَصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأَزواجُهُ
الطَّاهِراتِ من كُلِّ دَنَسٍ، وذرِّيَّاته المقدَّسِين من كل رِجْسٍ؛ فقد بَرِئَ
من النِّفاقِ.
****
فهؤلاء هم العشرة المشهود لهم
بالجنَّة، وأبو عبيدة رضي الله عنه وُصِف بأنه أمين هذه الأمة؛ لأنه لما عقد
النَّبي صلى الله عليه وسلم العهد مع أهل نَجْران، وفرض عليهم الجزية، طلبوا منه
أن يبعث إليهم أمينًا، فاختار أبا عبيدة وقال صلى الله عليه وسلم: «لَأَبْعَثَنَّ
عَلَيْكُمْ أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ» فاستشرف الصَّحابة لذلك فبعث أبا عبيدة ([1]).
بعد أن ذكر ما يجب للصحابة انتقل إلى ذكر أهل بيت النَّبي صلى الله عليه
وسلم، وأول أهل البيت هم أزواج النَّبي صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿إِنَّمَا
يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ
تَطۡهِيرٗا﴾ [الأحزاب: 33]، هذا خطاب لهُنَّ.
فأول من يدخل في أهل البيت: زوجاته، ثم قرابته صلى الله عليه وسلم، وهم آل العباس وآل أبي طالب، وآل الحارث بن عبد المطلب.
([1])أخرجه: أبو داود رقم (463)، وابن ماجه رقم (223)، والترمذي رقم (2687).
الصفحة 9 / 224