وإن جرت الخارقة على يد رجل صالح فهو كرامة من الله أجراها على يده، وليس
من عنده، مثل ما حصل لأصحاب الكهف وما حصل لمريم: ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا
زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ﴾ [آل عمران: 37]؛
فكان يأتيها رزقها وهي ولم تخرج من المحراب، وكذلك ما حصل من كرامات لهذه الأمة،
وقد ذكر شيخ الإسلام طرفًا منها في كتابه «الفرقان».
أما إذا جرى الخارق على يد كاهن أو ساحر فهذا خارق شيطاني، يجري على يده من
أجل الابتلاء والامتحان؛ فقد يطير في الهواء ويمشي على الماء ويعمل أعمالاً خارقة
للعادة وهي من أعمال الشياطين.
والضابط: أننا ننظر إلى عمله، فإن كان موافقًا للإسلام، فما يجري على يده كرامة،
وإلا فهو من خدمة الشياطين له.
قال تعالى: ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ﴾ [الأنعام: 128]؛ فالجني استمتع بالإنسي بالخضوع له وطاعته، والإنسي استمتع بالجني لأنه يَخدُمه ويُحضِر له ما يريد، قال تعالى: ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ ١٢٨ وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعۡضَ ٱلظَّٰلِمِينَ بَعۡضَۢا بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ١٢٩﴾ [الأنعام: 128، 129]؛ فهذه خوارق شيطانية، فالفارق بينها وبين الكرامة: