الإيمان والعمل الصالح؛
وهذا هو مذهب أَهل السُّنة والجمَاعة.
أما مَن عاداهم فقد حصل عنده بسبب فَهمِ الخوارق خلط كثير، فالمُعتزلَة ومن
نحا نَحوَهم من العقلانيِّين إلى يومنا هذا ينكرون الكرامات، حتَّى إن غُلاتِهِم
ينكرون بعض المعجزات، ويقولون: هذه لا يثبتها العقل؛ لأنهم يقدمون عقولهم.
الصنف الثاني: وهم القبوريُّون والصوفيون، غَلَوا في إثبات الكرامات
حتَّى أثبتوها لأولياء الشَّيطان، فيثبتونها لمن لا يصلي ولا يصوم إذا جرى على يده
خارق للعادة، وهي خوارق شيطانية.
ومنهم من يغلو في الولي الصالح ويتخذه إلهًا مع الله كما حدث للقبوريين،
فلو قرأت كتاب الشعراني المسمى «طبقات الأولياء» لرأيت العَجَبَ العُجابَ
والحكاياتِ الباطلةَ، فالولي عندهم خرج عن التكاليف ولا يحتاج إلى العبادة.
فالإِنسَان مهما بلغ من الصلاح والعبادة فإنه لا يخرج عن العبودية، لا المَلائكَة، ولا الأولياء، ولا الأنبياء، حتَّى نبينا صلى الله عليه وسلم يقول: «وَاللهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ لِلهِ تَعَالَى وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّقِي» ([1])، وهو سيد البشر وخير من مشى على الأرض، ويقول الله له: ﴿وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ﴾ [الحجر: 99]؛ فما أحد بلغ ما بلغه النَّبي صلى الله عليه وسلم وما خرج عن عبادة الله.
([1])أخرجه: البخاري رقم (50)، مسلم رقم (9، 10).
الصفحة 3 / 224