· وقد
ذكر العلماء أن أشراط الساعة على ثلاثة أقسام:
القسم الأول: العلامات الصغرى: وهذه حصلت وانقضت.
القسم الثاني: العلامات الوسطى: هذه ما تزال تحدث مثل ما
حدث في زماننا من تقدُّم الصناعات والاتصالات، واستخراج الكنوز من الأرض، وتقارب
البلدان، حتَّى كأن العالم قريةٌ واحدة، واجتماع اليهود في فلسطين انتظارًا
للدجال، وتوطئة للملاحم التي ستقوم هناك.
القسم الثالث: العلامات الكبرى: من خروج الدجال، ونزول عيسى،
وخروج يأجوج ومأجوج، وخروج الدابة، ثم طلوع الشمس من مغربها، فهذه إذا حصل أحدها
تتابعت البقية.
وقوله: «من خروج الدجال» هو أول العلامات الكبرى، وهو من اليهود، ويدَّعي الربوبية،
ومعه خوارق شيطانية، تفتن النَّاس، يأمر السماء فتمطر، ويأمر الأرض فتخرج ما فيها
من الكنوز والنبات.
والدجَّال هو أشد الفتن؛ لأن الذين يُفتَنون به كثير؛ لشدة ما معه من
الفتن، ومعه جنة ونار، ويأتي على جميع الأرض إلا مكة والمدينة، وهذه الفتنة تميز
المؤمن من الكافر.
وسُمِّي دجالاً من الدجل، وهو الكذب؛ لكثرة كذبه، وسمي المسيح؛ لأنه يسير في الأرض ويمسحها بسرعة؛ لما هيأ الله له من وسائل المواصلات السريعة، التي هي أسرع من الريح، وقيل: سمي بذلك لأن عينه ممسوحة، فهو أعور، ويسمى: مسيح الضلالة.