فيخرج الدجال فيتبعه
اليهود، فيقودهم، ويحصل بسببه على المُسْلمين فتنة عظيمة.
وما من نبي إلا حذر أمته منه، وأشدهم تحذيرًا منه نبينا صلى الله عليه وسلم؛
لأنه آخر الأنبياء، وأمته آخر الأمم، وأقربها للدجال، وأمرنا النَّبي صلى الله
عليه وسلم بعد التشهد الأخير من الصَّلاة أن نتعوذ بالله من أربع: «مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ
الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ
الدَّجَّالِ» ([1])؛ فهو فتنة عظيمة
وشر كبير.
فينزل عيسى عليه الصلاة والسلام من السماء فيقتله «بباب لد» فيريح الله منه
المُسْلمين، ثم يحكم عيسى بحكم الإسلام، فهو تابع للنبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه
ليس بعد نبينا نبي، وليس بعد شريعة الإسلام شريعة.
ثم يخرج في وقته يأجوج ومأجوج، وهم أيضًا فتنة عظيمة، قال تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فُتِحَتۡ يَأۡجُوجُ وَمَأۡجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٖ يَنسِلُونَ﴾ [الأنبياء: 96]، وهم أمة من الأمم من بني آدم، كانوا في زمان الإسكندر ذي القرنين، وبنى دونهم السدَّ، قال الله تعالى: ﴿فَمَا ٱسۡطَٰعُوٓاْ أَن يَظۡهَرُوهُ وَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ لَهُۥ نَقۡبٗا﴾ [الكهف: 97]؛ فلا يستطيعون الصعود فوق الحائط، ولا يستطيعون نقبه لقوته؛ لأنه من الحديد والبأس الشديد، ولكن إذا جاء وعد الله جعله دكًّا، فيخرجون ويفتكون بالعالم، وليس لأحد طاقة في قتالهم، ثم يُهلِكهم الله في ساعة واحدة.
([1])أخرجه: مسلم رقم (2230).