فالكاهن: هو الذي يدَّعي علم الغيب، بسبب تعامُلِه مع الشَّيطان.
وأما العراف: فهو الذي يدَّعي علم الغيب، لكن ليس بواسطة الشياطين،
وإنما بالحدس والتخمين، فيقول: يمكن أن يقع كذا وكذا، بناء على تنبُّؤات كاذبة.
وقال بعض أهل العلم: إن العراف هو الكاهن، كل منهما يخبر عن الأمور الغائبة
لكن باختلاف الوسيلة، فيجب على المسلم أن يكفر بالكِهَانة والعِرَافة، ولا يصدق
أهلها، فهم ليسوا من أولياء الله، إنما هم من أولياء الشَّيطان، ومن أراد التوسع
في هذا فليراجع كتاب «الفرقان» لشيخ الإسلام.
وأما التنجيم: فالمنجم: هو الذي يخبر عن الأمور المستقبَلَة بواسطة النظر في
النجوم، إذا طلع النجم الفلاني يحصل كذا، وإذا غرب النجم الفلاني يحصل كذا، والبرج
الفلاني فيه نحس أو فيه سعادة، وهكذا يستندون إلى هذه الأعمال الكاذبة.
فالتنجيم: «هو نسبة الحوادث الأرضية إلى الأحوال الفلكية» كما عرفه شيخ الإسلام.
والتنجيم من أمور الجاهلية، قال صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لاَ يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الأَْحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَْنْسَابِ، وَالاْسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ» ([1])، أي: طلب السقاية من النجوم، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ ٧٥وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2641)، وابن ماجه رقم (3992)، وأحمد رقم (16937).
الصفحة 3 / 224