فهذا كله كذب وتدجيل على النَّاس، وسحر لأعين النَّاس، وهو سحر تخييلي، إذا
ذهب هذا السحر عادت الأمور كما هي؛ فيجب علينا ألا نغتر بهم ولا نصدقهم ولا نمكنهم
من أولادنا ولا بلادنا من أجل ترويج سحرهم.
وأما الكاهن: فهو الذي يدعي علم الغيب، وقد أخبرنا النَّبي صلى الله
عليه وسلم أن الشياطين يسترقون السمع فيسرقون الكلمة، فيخبرون بها الكاهن فيكذب
معها مائة كذبة فيصدقه النَّاس في كل ما قال بسبب تلك الكلمة، قال سبحانه: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ
عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢يُلۡقُونَ
ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ ٢٢٣﴾ [الشعراء: 221، 223].
وكانت الكهانة في الجاهلية كثيرة، فكان في كل قبيلة كاهن يتحاكمون إليه
ويسألونه عن الأمور الغائبة، ولما جاء الإسلام أبطل الكهانة ومنع النَّبي صلى الله
عليه وسلم من الذهاب إلى الكهان، قال عليه الصَّلاة والسلام: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلاَةُ أَرْبَعِينَ
يَوْمًا» ([1])، وهذا الحديث في «صحيح
مسلم».
وجاء في السنن: «مَنْ أَتَى
كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ
عَلَى مُحَمَّدٍ [ صلى الله عليه وسلم ]» ([2]).
ولما سُئل عن الكهان قال: «لَيْسُوا
بِشَيْءٍ».
وقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَأْتُوهُمْ».
([1])أخرجه: ابن ماجه رقم (639)، والدارمي رقم (1136)، وأحمد رقم (9536) واللفظ له.