×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

ونرى الجَماعةَ حقًّا وصوابًا، والفُرقَةَ زيغًا وعذابًا.

****

نرى -معشر أَهل السُّنة والجمَاعة- أن الاجتماع حق والفرقة عذاب، فالاجتماع للأمة على الحق رحمة، والفرقة بينها عذاب، وهذا من صميم عقيدة أَهل السُّنة والجمَاعة؛ فيجب الاجتماع ونبذ الفرقة، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ [آل عمران: 103]، فحبل الله القرآن والإسلام، وقوله: ﴿جَمِيعٗا أي: اجتَمِعوا على القرآن والسنة، وقوله: ﴿وَلَا تَفَرَّقُواْ [آل عمران: 103].

لما أمر الله بالاجتماع نهى عن الفُرقة، وأخبر أن الاجتماع يكون على حبل الله، وهو القرآن، ولا يجوز الاجتماع على غيره من المذاهب والحزبيات، فهذا يُسبِّب الفُرقة.

فالاجتماع لا يحصل إلا على كتاب الله، قال سبحانه: ﴿وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ [آل عمران: 103].

فأمر الله سبحانه بالاجتماع ونبذ الفرقة في الآراء وفي القلوب، فالمُسْلمون مهما تفرقوا وبَعُدت أقطارهم فإنَّهم مجتمعون على الحق، وقلوبهم مجتمعة، ويحب بعضهم بعضًا.

أما أهل الباطل وإن كانوا في مكان واحد، أحدهم إلى جنب الآخر، فهم مجتمعة أبدانهم متفرقة قلوبهم، قال سبحانه: ﴿تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعٗا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ [الحشر: 14]. وقال تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ [آل عمران: 105].

وقال سبحانه: ﴿مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٣١مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ ٣٢ [الروم: 31، 32].


الشرح