ليس بمخلوق ككلام
البَريَّةِ.
فمن
سمعه فزعم أنه كلام البشر، فقد كفر.
****
والإرادة إضافة صفة إلى موصوف؛ لأن هذه معانٍ لا تقوم بنفسها وإنما تقوم
بالموصوف بها.
النَّوع الثاني: إضافة أعيان، مثل: بيت الله، ناقة الله، عبد الله. هذه
إضافة مخلوق إلى خالقه، وفائدة الإضافة هنا التشريف والتكريم.
أي: كلام الله ليس بمخلوق؛ ردًّا على الجهمية والمُعتزلَة الذين يقولون: إن
القرآن مخلوق؛ لأن الله عندهم لا يتكلم، على منهجهم في نفي الصِّفات كلها، فرارًا
- بزعمهم - من التشبيه؛ لأنهم لم يفرقوا بين صفات الخالق وصفات المخلوق ففروا من
التشبيه الموهوم ووقعوا في التعطيل المذموم وهو شر منه، كالمستجير من الرمضاء
بالنَّار.
ولو أنهم أثبتوا ما أثبته الله لنفسه، وعرفوا أن هناك فرقًا بين صفات
الخالق وصفات المخلوق، لأصابوا عين الحقِّ واستراحوا وأراحوا النَّاس، ولكنهم في
ضلال.
فمن سمع كلام الله وزعم أنه كلام البشر فقد كفر؛ لأنه جحد كلام الله عز وجل،
فإذا لم يكن لله كلام ينزله على عباده فبم تقوم الحجة عليهم؟!
فقصدهم بقولهم هذا هدمُ الشرائع، فإذا كان ليس في الكون كلام لله لا في التوراة ولا في الإنجيل ولا القرآن، فمعنى ذلك أنه ما قامت على النَّاس الحجة من الله، وهذا من أعظم الكفر وأعظم الضلال.