في مكانه، إذا كان هذا في
المخلوق الشمس والقمر، فكيف في الخالق سبحانه وتعالى ؟
ولم ينكر الرؤية إلا أهلُ البدع كالجهمية والمُعتزلَة الذين ينفون الرؤية،
يقولون: يلزم من إثبات الرؤية أن يكون الله في جهة، والله عندهم ليس في جهة، وهو
عندهم لا داخل العالم ولا خارجه، ولا فوق ولا تحت، ولا يَمنةً ولا يَسرةً، ليس في
جهة، وهذا معناه أنه معدوم، تعالى الله عما يقولون! فنَفَوا الرؤية من أجل هذا
الرأي الباطل.
وأما الأشاعرة: لمَّا لم يمكنهم إنكار الأدلة من الكتاب والسنة أثبوا
الرؤية وقالوا: يُرى ولكن ليس في جهة.
وهذا من التناقض العجيب! ليس هناك شيء يُرى وهو ليس في جهة، ولذلك رد عليهم
المُعتزلَة؛ لأن هذا من المستحيل.
وأَهل السُّنة يقولون: يُرى سبحانه وتعالى وهو في جهة العلو من فوقه؛ فالجهة
إن أُرِيدَ بها الجهة المخلوقة فالله ليس في جهة؛ لأنه ليس بحالٍّ في خلقه سبحانه
وتعالى.
وإن أُرِيدَ بها العلو فوق المخلوقات فهذا ثابت لله عز وجل، فالله في العلو
فوق السموات، فالجهة لم يَرِد إثباتها أو نفيها في كتاب الله، ولكن يقال فيها على
التفصيل السابق.
ومعنى: «بغير إحاطة ولا كيفية» أنهم لا يحيطون بالله عز وجل، ويرونه سبحانه بغير إحاطة، والله عظيم لا يمكن الإحاطة به، قال سبحانه: