×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

الشرط الثاني: أن يكون المشفوع فيه من أهل التَّوحيد وأهل الإيمان، ممن يرضى الله عنهم قولَهم وعملَهم، ﴿وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ [الأنبياء: 28]؛ أي: رضي الله قولَه وعملَه.

وجاء الشرطان في قوله تعالى: ﴿إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرۡضَىٰٓ [النجم: 26]. ﴿أَن يَأۡذَنَ ٱللَّهُ [النجم: 26] هذا الشرط الأول، ﴿وَيَرۡضَىٰٓ [النجم: 26] هذا الشرط الثاني.

أما الكافر فإنه لا تنفعه الشفاعة؛ ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ [المدثر: 48].

﴿مَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ [غافر: 18].

·        فالشفاعة في القرآن شفاعتان:

شفاعة مَنفِيَّة: وهي التي انتفت شروطها.

وشفاعة مُثبَتَة: وهي التي تحقَّقت شروطها.

فالكافر لا تنفعه الشفاعة؛ لو شفع فيه أهل السموات وأهل الأرض ما قَبِل الله فيه شفاعتهم؛ لأنه مشرك كافر بالله عز وجل، لا يرضى الله قولَه ولا عملَه.

إلا ما جاء في شفاعة النَّبي صلى الله عليه وسلم في عمه أبي طالب، فهي شفاعة خاصَّة، وأيضًا ليست شفاعةً من أجل خروجه من النَّار، إنما هي شفاعة من أجل تخفيف العذاب عن هذا الرجل؛ لِمَا حصل منه من مُؤازَرَةِ النَّبي صلى الله عليه وسلم وحمايته له صلى الله عليه وسلم والمُدافَعَة عنه؛ فالنَّبي صلى الله عليه وسلم يشفع في تخفيف العذاب عنه فقط.


الشرح