هذه هي الشفاعة الثابتة بشروطها، وهي أنواع، منها:
أنواع خاصة بالنَّبي صلى الله عليه وسلم.
وأنواع مشتَرَكة بينه وبين غيره من الأنبياء، والمَلائكَة والصالحين،
والأفراط الذين ماتوا قبل البلوغ، كل هؤلاء يشفعون عند الله سبحانه وتعالى.
· وأما الشفاعة الخاصة بالنَّبي
صلى الله عليه وسلم فهي أنواع:
أولها: شفاعته صلى الله عليه وسلم في أهل الموقف إذا طال الموقف يوم
القيامة، واشتد الكَرْبُ، واشتدَّ الزِّحام، ودَنَت الشمس من الرءوس، وحصل الكرب
العظيم، أهل المحشر يريدون مَن يشفع لهم لفَصْلِ القضاء بينهم وصَرفِهم من هذا
الموقف: إمَّا إلى جنة وإمَّا إلى نار.
فيذهبون إلى آدم عليه السلام فيعتذر لهيبة المقام وجلالته، ثم يذهبون إلى
نوح عليه السلام أول الرسل فيعتذر، ثم يذهبون إلى موسى كليم الله فيعتذر، ثم
يذهبون إلى عيسى عليه السلام فيعتذر أيضًا.
ثم يذهبون إلى محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: «أَنَا لَهَا، أَنَا لَهَا» ثم يأتي فيخر ساجدًا بين يدي الله عز وجل، ويحمده ويثني عليه ويدعوه حتَّى يقال له: «ارْفَعْ رَأْسَكَ وَسَلْ تُعْطَهْ، وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ» ([1]) بعد الدُّعاء والاستئذان، لا يشفع مباشرة، بل يسجد ويدعو ويثني على الله ويتوسل إليه بأسمائه وصفاته، ثم يؤذن له بالشفاعة، ثم يشفع للفصل بين الخلائق فيقبل الله شفاعته، ويأتي سبحانه وتعالى لفصل القضاء بين عباده، قال سبحانه: ﴿كَلَّآۖ إِذَا دُكَّتِ ٱلۡأَرۡضُ دَكّٗا دَكّٗا ٢١وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا ٢٢﴾ [الفجر: 21، 22].
([1])أخرجه: البخاري رقم (3340)، ومسلم رقم (193).