×
التَّعْلِيقَات المختصرة على مَتْن الْعَقِيدَة الطحاوية

فتحب أولياء الله لأن الله يحبهم، وتبغض أعداء الله لأن الله يبغضهم، فيكون الحب والبغض من أجل الله، وليس طمعًا في الدُّنيا، فلا يجد العبد حلاوة الإيمان حتَّى يحب في الله ويبغض في الله، ويوالي ويعادي في الله.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: «صارت عامة مؤاخاة النَّاس على أمر الدُّنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئًا».

وهذه المحبة تبقى في الدُّنيا والآخرة، وأما محبة الدُّنيا فتنقطع، وتكون عداوة في الآخرة؛ ﴿ٱلۡأَخِلَّآءُ يَوۡمَئِذِۢ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِينَ [الزخرف: 67].

وتبغض الشخص من أجل الله، وليس من أجل أنه أساء إليك؛ بل تبغضه لأنه عدو لله.

وهذه ملة إبراهيم: الحب والبغض في الله: ﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ [الممتحنة: 4].

ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: «رَجُلاَنِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ» ([1]).

فالحب في الله والبغض في الله أمره عظيم؛ لأنه فرقان بين الحق والباطل ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانٗا [الأنفال: 29]، فالمؤمن يكون عنده فرقان، يفرق بين هذا وهذا.


الشرح

([1])أخرجه: البخاري رقم (60)، ومسلم رقم (241).