ولا
نفرِّطُ في حُبِّ أَحدٍ منهم.
****
فالواجب على المُسْلمين: التَرَضِّي عنهم، وطلب العذر لهم، والدفاع عنهم.
فمذهب أَهل السُّنة والجمَاعة: أنهم لا يتدخلون فيما شَجَرَ بين الصَّحابة؛
لما لهم من الفضل والسابقة، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي فَوَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدُكُمْ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا بَلَغَ
مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ» ([1]) لفضلهم، فمن تدخل
فيما حصل بين الصَّحابة وصار في قلبه شيء، فهذا زنديق.
فأما من قال: نتدخل فيما حصل بين الصَّحابة من باب البحث، فهذا خطر عظيم
ولا يجوز.
ولذلك لما سُئل عمر بن عبد العزيز عما حصل بين الصَّحابة قال: «أولئك قوم طهَّر
الله أَيدِيَنا من دمائهم، فيجب أن نطهِّر أَلسِنَتَنا من أعراضهم».
وقال صلى الله عليه وسلم: «هَلْ
أَنْتُمْ تَارِكُو لِي صَاحِبِي؟!» ([2])؛ فلا نتدخل فيما
حصل بين الصَّحابة؛ لأنه من مقتضى الإيمان ومن مقتضى النصيحة لله ولرسوله ولكتابه
ولعامة المُسْلمين وخاصتهم.
الإفراط: الغلو، أي: لا نغلوا في حب أحد منهم، كما غَلَت الرافضة في حب علي رضي الله عنه على زعمهم، وإلا الظاهر أنهم لا يحبونه ولا يحبون المُسْلمين عمومًا، فغلوا فيه حتَّى قال بعضهم:
([1])أخرجه: البخاري بلفظ قريب رقم (3661).