وبغَيرِ الخَيرِ يَذكُرُهم،
ولا نَذكُرُهم إلا بخَيرٍ.
وحُبُّهم
دِينٌ وإيمَانٌ وإِحسانٌ، وبُغضُهم كُفْرٌ ونِفاقٌ وطُغيَانٌ.
ونُثبِتُ
الخِلافَةَ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولاً لأبي بكر الصِّدِّيقِ رضي
الله عنه، تفضيلاً له وتقديمًا على جميع الأمَّةِ، ثم لعُمَرَ بنِ الخطاب رضي الله
عنه، ثم لعُثمانَ رضي الله عنه، ثم لعَليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، وهم الخُلَفاءُ
الرَّاشِدون والأَئِمَّة المُهتَدون.
****
على ما سبق فلا يجوز الخوض فيما حصل بينهم؛ بل يجب الإمساك عن ذلك وألاَّ
يُذكَروا إلا بخير.
هذا أصل عظيم يجب على المُسْلمين معرفته، وهو محبة الصَّحابة وتقديرهم؛ لأن
ذلك من الإيمان، بغضهم أو بغض أحد منهم من الكفر والنفاق، ولأن حبهم من حب النَّبي
صلى الله عليه وسلم، وبغضهم من بغض النَّبي صلى الله عليه وسلم.
لما فرغ مما يجب للصحابة من المحبة والولاء، وتَرْك بُغضِهم وبغض من
يبغضهم، وعدم التدخل فيما جرى بينهم، شرع في ذكر الخلافة بعد النَّبي صلى الله
عليه وسلم، وهي على النحو الذي ذكره؛ لأن النَّبي صلى الله عليه وسلم قدم أبا بكر
للصلاة في آخر حياته، وفي هذا إشارة إلى خلافته، ولذلك قال الصَّحابة لما بايعوه: «رضيك
رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا، ألا نرضاك لدنيانا؟!» فبايعوه.
ولِمَا لأبي بكر من السوابق العظيمة قبل الهجرة وبعدها، وهو أولى النَّاس
بعد النَّبي صلى الله عليه وسلم.