السنة: هي ما كان موافقًا للكتاب
والسنة، موافقًا للدليل، هذا هو السنة؛ فمن عمل بالسنة الَّتي دل عليها الكتاب
والسنة؛ يكون له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، يعني: من أحيا هذه السنة،
وعلَّمها للناس، وبيَّنها للناس، وعملوا بها اقتداءً به؛ فإنه يكون له من الأجر
مثل أجورهم.
وسبب الحديث معروف، وهو أنه لَمَّا
جاء أناس محتاجون إلى النبي صلى الله عليه وسلم من العرب، وعند ذلك رقَّ لهم
الرسول صلى الله عليه وسلم، وأصابه شيء من الكآبة من حالتهم، فأمر بالصدقة وحث
عليها، فقام رجل من الصحابة، وتصدق بمال كثير، ثم تتابع الناس، وتصدقوا اقتداء به؛
لأنه بدأ لهم الطريق؛ عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَنَّ فِي الإِْسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ
مَنْ عَمِلَ بِهَا».
فهذا الرجل عمل بسنة، وهي الصدقة ومساعدة المحتاجين،
والصدقة ليست بدعة؛ لأنها مأمور بها بالكتاب والسنة؛ فهي سنة حسنة، من أحياها وعمل
بها وبينها للناس حتى عملوا بها واقتدَوا به فيها؛ كان له من الأجر مثل أجورهم.
س4: ذكرتم فضيلتكم أن كل بدعة ضلالة، وأنه ليس هناك بدعة
حسنة، والبعض قسم البدعة إلى خمسة أقسام: بدعة واجبة، وبدعة مندوبة، وبدعة محرمة،
وبدعة مكروهة، وبدعة مباحة؛ فما هو الرد على هؤلاء؟
* الرد أن هذه فلسفة وجدل مخالفان لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]). وهم يقولون: ما كل بدعة محرمة! فهذة فلسفة في مقابل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وتعقيب على كلامه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد