×
البدع وما يتصل بالأموات والقبور

* التعزية عند الوفاة مشروعة؛ لأنها من باب المواساة، وفيها دعاء للميت، وذلك بأن يقول المعزي لمن أصيب بوفاة قريب: أحسن الله عزاءك، وجبر مصيبتك وغفر لميتك.

ولا ينبغي أن يكون هناك مبالغات في العزاء؛ من نصب الخيام، والاجتماع الكبير، والتوسع في صنعة الطعام والولائم، قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه: «كنا نعد صنعة الطعام والاجتماع إلى أهل الميت من النياحة» ([1]).

وإنما السنة أن يصنع طعام من أحد أقارب المصابين أو جيرانهم، يقدم إليهم بقدر حاجتهم، من باب المواساة لهم؛ كما قال صلى الله عليه وسلم لأهله لما بلغه استشهاد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه: «اصْنَعُوا لآِلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَقَدْ جَاءَهُمْ أَمْرٌ يَشْغَلُهُمْ» ([2]).

ثم إنه لا ينبغي الجلوس للعزاء في مكان مخصص والإعلان عن ذلك، وإنما يعزي المصاب إذا التقي به في أي مكان، ويكون في الوقت القريب من حصول الوفاة، والله أعلم.

س30: في مدينتنا عادة غريبة، وذلك أنهم إذا دفنوا الميت، وانتهوا من دفنه؛ وقف رجل على القبر، وقال: يا فلان بن فلان! إذا سئلت: من ربك؟ فقل: ربي الله، وإذا سئلت: ما دينك؟ فقل: ديني الإسلام، وإذا سئلت من نبيك؟ فقل: محمد صلى الله عليه وسلم. فهل لهذه العادة أصل في دين الله عز وجل من قريب أو بعيد؟ أفتونا مأجورين.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (1612)، وأحمد رقم (6905)، والطبراني في «الصغير» رقم (2279).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (3132)، والترمذي رقم (998)، وابن ماجه رقم (1610).