ومثل ما ذكره السائل من جَمع الناس ليقرءوا القرآن؛
لتحصل له الفائدة، أو يُهدي ثوابه للأموات هذا لا دليل عليه على هذه الصفة،
وإنَّما هو بدعة من البدع، وكل بدعة ضلالة. هذا من ناحية.
ومن ناحية ثانية: فإن
هؤلاء المقرئين، إذا كانوا يقرءون بالإيجار - كما هو الواقع من كثير منهم - فهذه
القراءة لا ثواب فيها؛ لأنهم لَم يقرءوا القرآن تعبُّدًا لله عز وجل، وإنَّما
قراءة من أجل الأجرة، والعبادات إذا فُعلت من أجل الأجرة، فإنَّها لا ثواب فيها،
وإرادة الإنسان بعمله الدنيا، هذا مِمَّا يبطل العمل.
وإنما تنفع قراءة القرآن إذا كان القصد منها التقرُّب
إلَى الله من القارئ ومن المستمع، وأن تكون على الصفة المشروعة لا الصفة
المُحدَثة، والرسوم الَّتِي أحدثها الُجهال وابتدعوها فمثل هذه القراءة على هذا
الشكل، وإهداء ثوابها للأموات أو الأحياء من البدع المُحدثة، ولا ثواب فيها.
فالواجب على المسلم أن يترك مثل هذا العمل، وإذا أراد أن
ينفع الأموات فإنه ينفعهم بِما وردت به الأدلة من الترحُّم عليهم، والاستغفار
لَهم، والدعاء لَهم، والتصدق عنهم، والحَج أو العمرة عن الميت، هذه هي الأمور
الَّتِي وردت الأدلة بأنها تنفع المسلمين أحياءً وأمواتًا، أما فعل شيء لَم يقم
عليه دليل من الشرع فهذا يعتبر من البدع المُخالفة.
س65: ما هي الأعمال الَّتِي تنفع، وتفيد الوالدين أحياءً
وأمواتًا؟
* الأعمال هي برهما فِي حياتِهما، والإحسان إليهما بالقول والعمل، والقيام بِما يَحتاجانه من النفقة والسكن وغير ذلك، والأنس بِهما، والكلام الطيب معهما وخدمتهما، لقوله تعالَى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد