وأما ما ذكرت من التمذهب بمذهب معين فهذا فيه تفصيل: إذا
كان الإنسان عنده المقدرة على معرفة الحق ومعرفة الحكم بدليله فهذا لا يتمذهب بمذهب
معين، إنما يرجع إلى الكتاب والسنة؛ ولكن هذا الزمن أنهم لا يبلغون هذه المرتبة.
أما مَن كان دون ذلك: بأن كان
لا يستطيع معرفة الحكم بدليله من الكتاب والسنة؛ فإنه يقلد أحد المذاهب الأربعة السنية،
ويأخذ به، ما لم يظهر له من بعض أقوالهم مخالفة الدليل، فإذا ظهر له قول مخالف
للدليل فإنه يتركه ويأخذ بالقول الموافق للدليل من المذهب أو من غيره.
والتمذهب بمذهب من المذاهب الأربعة ليس ممنوعًا مطلقًا،
وليس جائزًا مطلقًا، إنما يجوز عند الحاجة، بشرط ألاَّ يأخذ بالأقوال المخالفة
للدليل من ذلك المذهب؛ وإنما يأخذ ما لا يخالف الدليل.
س24: سائلة تقول: أنا من عائلة دَيِّنة، وأقيم الفرائض،
والحمد لله على هدايته، وقد كان أجدادي في حياتهم محافظين على المبادئ الدينية
الصحيحة، وتيمنًا بهم فإننا نقوم بزيارة لقبورهم أنا وأولادي بين فترة وأخرى،
وننذر لوجه الله تعالى، ولروح النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والآل الكرام،
ونفي لهم بالنذور بإطعام المساكين، أو توزيع الطعام لوجه الله ولروح النبي صلى
الله عليه وسلم ولأرواحهم؛ فهل يجوز لنا ذلك؟
* أما ما ذكرت السائلة من صلاح آبائها
وصلاحها؛ فنرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون ذلك صحيحًا، وأن يتقبل منا ومنهم.
وأما ما ذكرَتْ من التيمن بزيارة قبورهم؛ فهذا لا يجوز؛ لأن التيمن بزيارة القبور يعتبر من البدع، أو من وسائل الشرك، وإذا كان القصد التبرك بزيارة قبورهم والاستغاثة بهم؛ فهذا شرك أكبر.
الصفحة 1 / 91
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد