رسوله، وما صح من الأحاديث فهو مذهبي، وآتي لهم
بالأدلة من الكتاب والسنة فلا يقبلون، ويقولون: إنك لابد لك أن تتبع مذهبًا
معينًا، والذي ليس على مذهب معين فإن عمله باطل غير صحيح، وإذا طال النقاش معهم
تكثر الخلافات والمشاكل بدون فائدة، فهل يجوز السكوت عن ذلك، وتَرْكهم في أهوائهم
وفي غيهم؟ وهل يجوز ترك الصلاة معهم في المسجد، مع العلم أني أسمع الأذان ولا أصبر
على ذلك؟ وإذا ذهبت إلى الجامع يقدموني للإمامة، وإذا صليت بهم يشركوني في بدعهم،
فماذا أعمل كي أتخلص من ذلك؟ أفتوني جزاكم الله خيرًا.
* هذا السؤال يتكون من عدة نقاط:
النقطة الأولى: سؤال عن
إمامة المبتدع؟ المبتدع بدعة يكفر بها، أو يفسق بها لا تصح إمامته، إذا كانت بدعته
مكفرة، أو مفسقة لا تصح إمامته، فإذا كان هؤلاء يزاولون بدعًا في الدين تئول بهم
إلى الكفر، كالاعتقاد في الأولياء والصالحين أنهم ينفعون أو يضرون، أو ما عليه
غالب الصوفية المتطرفة من الاعتقاد في مشايخهم، وأصحاب الطرق الذين يشرعون لهم من
الأذكار والدين ما لم يأذن به الله، ويأتون بأذكار قد تشتمل على الشرك، ودعاء
الأموات، ودعاء المخلوقين، من دون الله، فمثل هؤلاء لا تصح إمامتهم، ولا تجوز
الصلاة خلفهم.
أما ما ذكرت من أنك تناصحهم، وأنهم لا يقبلون، فالواجب عليك بذل النصيحة والبيان، وأما القبول والهداية فهذا بيد الله سبحانه وتعالى، أما أنت فما عليك إلاَّ البيان والنصيحة والتكرار على هذا؛ لأن هذا من الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ومن إنكار المنكر.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد