فنصلي عليه في الأحوال التي شرع الله ورسوله الصلاة عليه
فيها.
وأما البدع والمنكرات؛ فهذه ليست محلًّا للصلاة على
الرسول صلى الله عليه وسلم ! كيف يصلي عليه وهو يخالف أمره، ويعصي نهيه، ويرتكب ما
حرمه الله ورسوله؟! كيف يصلي عليه وهو يحدث الموالد والبدع، ويترك السنة بل ويضيع
الفرائض؟!
س8: سائل يقول: نقيم بين حين وآخر مأدبة عشاء، وننحر
الذبائح لوجه الله تعالى، ونجتمع على بركة الله، ونقيم ليلة نذكر فيها الله سبحانه
وتعالى وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وإلقاء القصائد في مدح الرسول وآله وأصحابه
الأطهار، ويرافقها ضرب الدفوف؛ فهل هذا العمل جائز أم لا؟
* هذا من البدع والمنكرات التي ما
أنزل الله بها من سلطان، والتي تباعد عن الله عز وجل وتُوجِب سخطه وعذابه؛ لأن هذه
الاحتفالات وما يجري فيها من ذبح الذبائح، وإنشاد المدائح كما تقول، وربما تكون
مدائح شركية؛ كما في البردة، وغيرها من الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم
وإطرائه الذي نهي عنه صلى الله عليه وسلم بقوله: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ» ([1]).
وهذا الذكر الذي تقول: إنه
يُعمَل في هذه الليلة! هذا من البدع؛ لأن الذكر لابد أن يكون على الوجه الشرعي،
ولابد أن تُتَّبَع فيه الأدلة الشرعية؛ بدون أن تُحدَث له صفة خاصة، أو في وقت خاص
أو في ليلة خاصة إلاَّ بدليل من الكتاب والسنة.
ذكر الله لا شك أنه مشروع؛ ولكن ذكر الله حسب ما ورد في الأدلة في الحالات، وفي الصفات، وفي الأزمنة التي شرع الله ذكره فيها، أما
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد