س45:
من الملاحظ اليوم بروز ظاهرة الغلو، واتِّجاه العامَّة للتجاوب مع هذا الغلو؛ ما
السبل للحدِّ من هذه الظاهرة؟ ومن المسئول؟
* النَّبِي صلى الله عليه وسلم حذر
أمته من الغلوِّ، قال عليه الصلاة والسلام: «وَإِيَّاكُمْ
وَالْغُلُوَّ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ»
([1]).
وقال عليه الصلاة والسلام: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ، هَلَكَ
الْمُتَنَطِّعُونَ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ». قَالَهَا ثَلاَثًا ([2]).
والمتنطِّعون: هم المتشدِّدون
الغالون فِي دينهم.
وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ
وَلَا تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ﴾
[النساء: 171]. والواجب هو الاستقامة.
وقال تعالَى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ
غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ﴾ [المائدة:
77]. من غير غُلوٍّ ومن غير تساهل.
وقال تعالَى لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأتباعه: ﴿فَٱسۡتَقِمۡ
كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ﴾
[هود: 112]. يعنِي: لا تزيدوا، ولا تتشدَّوا.
فالمطلوب من المسلمين الاستقامة، وهي الاعتدال بين التساهلُ وبين التشدُّد، هذا هو منهج الإسلام، وهو منهج الأنبياء جَميعًا، وهو الاستقامة على دين الله سبحانه وتعالى، من غير تشدُّد وتنطُّع وغلوٍّ، ومن غير تساهل وتفسُّخ.
([1]) أخرجه: النسائي رقم (3095)، وابن ماجه رقم (3029)، وأحمد رقم (1851).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد