أما إذا عُلِّم القبر بعلامة غير الكتابة؛ لكي يعرف
للزيارة والسلام عليه، كأن يخط خطًّا، أو يضع حجرًا على القبر ليس فيه كتابة، من
أجل أن يزور القبر ويسلم عليه؛ لا بأس بذلك.
أما الكتابة؛ فلا يجوز؛ لأن الكتابة وسيلة من وسائل
الشرك؛ فقد يأتي جيلٌ من الناس فيما بعد، ويقول: إن هذا القبر ما كتب عليه إلاَّ
أن صاحبه فيه خير ونفع للناس، وبهذا حدثت عبادة القبور.
س29: يوجد لدينا في بعض المناطق، وخصوصًا عشيرتي التي
أنتمي إليها، ما يلي في موضوع العزاء والوفيات: يقومون بالتوافد لدى أقرباء الميت
في أعداد كبيرة؛ وقد يقومون بنصب الخيام في بعض الأحيان لكثرة الزحام، ويستقبلون
الوفود من العشائر الأخرى، وكل عشيرة معهم شخص يقوم بالتحدث، ويسرد جمعًا من
الآيات في الموت والصبر، قبل أن يتناول القهوة، ويقول في العبارات كثيرًا؛ مثل:
بلغنا من تقدست روحه إلى الجنة... وأشباهها مما هو كثير لا يتسع المقام لذكره...
نأمل منكم إخبارنا عن حكم ذلك وإيضاح الصحيح في أمر
التعزية من جهة المدة والمكان والأدعية التي يقولها من يقدم على مثل هذه الجموع،
نريد ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم.
كما أنني آمل وأرجو من الله أولاً ثم من أصحاب الفضيلة العلماء - وفقهم الله - الاطلاع على هذه المخالفات في التعازي عند كثير من العشائر، وكتابة رسائل في ذلك إذا أمكن ذلك؛ ليعي الناس الأحكام الشرعية.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد