فهذه الاجتماعات وهذا العزاء كما يسمونه وعمل هذه
الوليمة؛ كل هذا من الأمور المبتدَعة التي ليست من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
وإنما سن النبي صلى الله عليه وسلم في أيام المصيبة أن
يعمل طعام يبعث به إلى أهل الميت مساعدة لهم، ومواساة لهم؛ لأنهم مشغولون بالمصيبة
عن عمل الطعام لهم، فيشرع لإخوانهم المسلمين أن يعملوا طعامًا يكفيهم ويرسلون به
إليهم؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «اصْنَعُوا
لآِلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ» ([1]).
هذا الذي شرعه صلى الله عليه وسلم وهو في أيام المصيبة،
أما عمل الوليمة بعد الأربعين؛ فهذا لا أصل له في دين الإسلام، وهو من البدع، وإذا
انضاف إلى هذا كثرة الاجتماع وتضخيم الولائم؛ فهذا كله من أمور الجاهليَّة.
س39: في بلدنا عادات فِي المآتِم، وهي إقامة أسبوع
للميت، وعلى رأس الأربعين والحَول، وفِي كل مناسبة من هذا تذبح الذبائح، ويَحضر
الرجال والنساء وتقوم النساء بلطم الخْدود والبكاء وشقِّ الثياب، وترديد مَحاسن
الميت وذر الرماد على الرءوس، فَما الحُكم فِي إحياء هذه المناسبات، والحُكم فيما
يفعل فيها مِمَّا ذكرت؟
* هذه المناسبات، وهذه المآتِم من
الآصار والأغلال والمُنكرات الَّتِي يَجب على المسلمين تركها، والحذر منها والمنع
من الإقدام عليها؛ لأنها من المنكرات، وهي:
أولاً: إقامة هذه الحَفلات والإسراف فِي هذا الإنفاق، إنفاق للمال بالباطل، فهو حرام ومنكر؛ ولأنه إنفاق لإقامة بدع ومنكرات.
الصفحة 1 / 91
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد