وإذا كان لا يستطيع معرفة ذلك من الكتاب والسنة؛ فعليه
أن يسأل المحققين من أهل العلم والراسخين في العلم والناصحين لعباد الله المتمسكين
بالعقيدة الصحيحة الذين يميزون بين الحق والباطل، وبين الهدى والضلال، حتى يكون
على بصيرة من أمره، ولاسيما أمر العقيدة؛ فإن العقيدة هي ضمانة النجاح في الدنيا
والآخرة والخلاص من عذاب الله.
فمن فسدت عقيدته؛ فإنه يكون خاسرًا في الدنيا والآخرة،
وذلك هو الخسران المبين، ومن صلحت عقيدته؛ يكون هو السعيد في الدنيا والآخرة. إذن؛
فالأمر ليس أمرًا سهلاً؛ وإنما تترتب عليه النجاة أو الهلاك.
فعلى المسلم أن يهتم بعقيدته، وأن يحافظ عليها، وأن يسأل
عما أشكل عليه أهل العلم المخلصين الذين هم القدوة، وبهم الأسوة، يقول الله تعالي:
﴿فَسَۡٔلُوٓاْ
أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾
[النحل: 43]. وبالله التوفيق.
س11: بعض المؤذنين عندنا قبل أذان الفجر يدعون بأدعية
بصوت مرتفع كأن يقولون: يا أرحم الراحمين، وسبحان من خلق السموات بغير عمد، ولجاه
المصطفى ارحمنا، وغير ذلك من الأدعية فما حكم هذا العمل؟
* حكم هذا العمل أنه بدعة؛ لأنه ليس مما شرعه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الأذان، وإنما يقول بعد الأذان: «اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ» ([1]). وهذا هو الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم يقوله بلا رفع صوت.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد