س34: كان يوجد في قريتنا رجل صالح، فلما مات قام أهله
بدفنه بالمسجد الصغير الذي نؤدي به الصلاة، والذي بناه هذا الرجل في حياته، ورفعوا
القبر عن الأرض ما يقارب المتر، وربما أكثر، وبعد عدة سنوات قام ابنه الكبير بهدم
المسجد الصغير، وإعادة بنائه على شكل مسجد أكبر من الأول، وجعل هذا القبر في غرفة
منعزلة داخل المسجد؛ فما حكم هذا العمل والصلاة في المسجد؟
* بناء المساجد على القبور، أو دفن الأموات في المساجد؛ هذا أمر يحرمه الله ورسوله وإجماع المسلمين، وهذا من رواسب الجاهلية، وقد كان النصارى يبنون على أنبيائهم وصالحيهم المساجد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكرت له أم سلمة كنيسة رأَتْها بأرض الحبشة وما فيها من التصاوير؛ قال عليه الصلاة والسلام: «أُولَئِكَ قَوْمٌ إِذَا مَاتَ فِيهِمُ الْعَبْدُ الصَّالِحُ، أَوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولَئِكَ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ» ([1]). وقال صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ؛ فَإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([2])... إلى غير ذلك من الأحاديث التي حذر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسلك هذه الأمة ما سلكت النصارى والمشركون قبلهم من البناء على القبور؛ لأن هذا يفضي إلى جَعْلها آلهة تعبد من دون الله عز وجل؛ كما هو الواقع المشاهد اليوم؛ فإن هذه القبور والأضرحة أصبحت أوثانًا عادت فيها الوثنية على أشدها؛ فلا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (427).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد