وتذكير الناس بأحوال الموتَى، وليس في القصة أن أحدًا من
الموتى كلَّمه بهذا الكلام، وإنما هو الذي قاله على لسان الأموات تذكيرًا للأحياء.
وأما قضية سَماع أهل القبور لِمن يُخاطبهم فلا شك أن
أحوال أهل القبور من أمور الغيب، ومن أمور الآخرة، ولا يَجوز لأحد أن يتكلم فيها
إلاَّ بِموجب الأدلة الصحيحة.
وقد ورد: «أن
الميت إذا وُضع فِي قبره، وانتهي من دفنه وتولَّى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع
نعالهم؛ يأتيه ملكان فيجلسانه ويقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟».
هذا الذي ورد أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين إذا
أدبروا عنه، فما أثبته الدليل أثبتناه، وما لَم يرد دليل فإننا نتوقف عنه.
س72: فِي بلدتنا مسجد يصلي به الناس؛ ولكن يوجد أمامه من
جهة اليسار قليلاً وعلى بُعد مترين غرفة بِها قبر، وكذلك أمامه من ناحية القبلة
مباشرة، وعلى بعد عشرة أمتار توجد مقابر، فهل يصح الصلاة فِي هذا المَسجد ما دامت
المقابر خارجًا وليست منه؟ أم لا تصح بأي حال ما دامت مُحيطة به؟
* إذا كانت المقابر مفصولة عن المَسجد بشارع، أو بسور، ولَم يُبن هذا المَسجد من أجل المَقابر، فلا بأس أن يكون المَسجد قريبًا من المَقبرة إذا لَم يوجد مكان بعيد عنها، أما إذا كان وُضع المَسجد عند القبور مقصودًا ظنًّا أن فِي ذلك بركة، أو أن ذلك أفضل، فهذا لا يَجوز؛ لأنه من وسائل الشرك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد