س46:
تَحدثتم فضيلتكم عن الغلو؛ فأرجو تعريف هذه الكلمة؟ أثابكم الله.
الغلو: الزيادة فِي الدين، أو
التدين والْخَروج عن الْحَد المشروع؛ لأن الدين وسط بين الغلو والتساهل، وسط بين
الجفاء وبين الزيادة، هذا هو الغلو.
ومن مظاهر الغلو اليوم بين الشباب:
ما يظهر بين بعضهم فِي الصلاة من تفريق رجليه إذا وقف فِي الصلاة حتى يضايق من
بِجانبيه، وحتَى رأسه فِي حال القيام فِي الصلاة إلَى قريب من الركوع، ومد ظهره
فِي السجود حتى يكون كالمنبطح على الأرض.
ومن مظاهر الغلو عندهم: المبالغة
فِي الصَّلاة إلَى السترة حتى إن بعضهم إذا دخل المسجد قبل الإقامة؛ فإنه يترك
الصف، ويذهب إلَى عمود، أو جدار ليصلي إليه صلاة النافلة، مع أن السترة سنة ليست
بواجبة، إن تيسرت، وإلاَّ فلا يتكلفها ويترك فضيلة القيام فِي الصف، خصوصًا الصف
الأول وحصول مكانه فيه، وقربه من الإمام.
كل هذه فضائل لا ينبغي إهدارها؛ بل إن بعضهم يدافع الناس
عن المرور أمامه إذا قام يصلي فِي المسجد الحرام فِي وقت الزحام، مع أن المرور
أمام المصلي فِي المَسجد الحرام، والمواطن شديدة الزحام لا بأس به دفعًا للحرج
ولله الحَمد، وديننا دين اليسر، والمشقة تَجلب التيسير.
ومن مظاهر الغلو: تقصير الثياب إلَى قريب من الركبتين، مما يُخشى معه انكشاف العورة، والمشروع تقصيرها إلَى نصف الساق، أو إلَى الكعبين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد