وعليك كما ذكرنا إذا أردتَ أن تعمل بحديثٍ أن تراجع كتب
السنة المعروفة الموثوقة، أما أن تأخذ كتابًا غريبًا، أو مجهولاً وتعتمد عليه
وتنقل منه الحديث فهذا يوقعك في الخطأ، والأحاديث فيها الموضوع المكذوب على النبي
صلى الله عليه وسلم، وفيها الضعيف، ويبين هذا كتب أهل الفن المتخصصين في الحديث.
س15: اعتدنا أنا وبعض زملائي في هذه المدينة «لاهور» أن
نصلي أسبوعيًّا قيام ليل وهي عبارة عن أربع ركعات، وأربع ركعات شفعات، وثلاث ركعات
وترًا، نصليها جماعة في كل أسبوع، وفي كل أسبوع يؤم أحدنا، حتى قبل أسبوع دعوت
إمام مسجدنا - وبالطبع هو باكستاني - أن يحضر تلك المرة معنا، ويقوم الليل معنا -
وبالطبع يكون هو الإمام -، فأجابني بقول: إن هذا عمل منكر، وهذه بدعة، وهي مكروهة
كراهة تحريم؛ لأنها نافلة، والأصل فيها الانفراد وليس الجماعة، فلم أستطع الرد
عليه، لكنني قلت له: ربما هذه في مذهبك - أي: المذهب الحنفي -، وقد يكون هناك خلاف
بين المذاهب الثلاثة الأخرى؟ فقال لي: لا؛ المذاهب الأربعة كلها متفقة على أن الأصل
فيها الانفراد، ولا تصلى جماعة.
فنرجو منكم أن تفتونا: هل لا يجب أن نصليها جماعة
إطلاقًا مهما كان العذر؟ أو أنه ليس هناك شيء في الأمر إذا صليناها جماعة بنية
التربية والتدريب، والتعود على أن نصرف ذلك الوقت في طاعة الله، وهل هي بدعة
منكرة، كما قال الشيخ الباكستاني؟ نرجو منكم تفصيل ذلك؟ وما تلك التي قرأناها عن
بعض الصحابة كابن عباس رضي الله عنهما عندما كان يأتي ويصلي خلف النبي صلى الله
عليه وسلم في الليل؟
الصفحة 1 / 91
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد