فالحاصل: أن القاعدة الشرعية أنه
يجوز ارتكاب أخف الضررين لتفادي أعلاهما، كذلك درء المفاسد مُقدَّم على جلب
المصالح.
ولكن هذا شيء مؤقت، فنحن نتعامل مع هؤلاء الذين اعتادوا
على هذا الشيء، وأصروا عليه، نتعامل معهم بالرفق واللين، ونبين لهم أن هذا خطأ لا
يجوز، ومع كثرة التذكير والتكرار؛ فإن الله سبحانه وتعالى يهدي من يشاء؛ فربما
يتأثرون بالموعظة والتذكير، ويتركون هذا الشيء من أنفسهم؛ فنحن نتبع الطرق الكفيلة
لإنجاح المهمة، ونستعمل الحكمة في موضعها، والموعظة في موضعها، ونستعمل الشدة في
موضعها، وهكذا يكون الداعية إلى الله عز وجل؛ فلكل مقام مقال.
س6: نطلب من فضيلة الشيخ توضيح موقف السلف من المبتدعة،
وجزاكم الله خيرًا.
* السلف لا يبدِّعون كل أحد، ولا
يُسرفون في إطلاق كلمة البدعة على كل أحد خالف بعض المخالفات؛ إنما يصفون بالبدعة
مَن فعل فعلاً لا دليل عليه يتقرب به إلى الله؛ من عبادة لم يشرعها رسول الله صلى
الله عليه وسلم؛ أخذًا من قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).
وفي رواية: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا
هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» ([2]).
فالبدعة: هي إحداث شيء جديد في الدين، لا دليل عليه من كتاب الله، ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه هي البدعة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد