×
البدع وما يتصل بالأموات والقبور

 أصحابه، كما قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).

س43: قال الله تعالَى فِي القرآن الكريم: ﴿فَٱلۡيَوۡمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَايَةٗۚ [يونس: 92]. فلماذا بقي فرعون ببدنه من بين الطَّواغيت والجبَّارين؟ وأين مَحلُّ غرقه؟ وأين يَوجد هذا الجَسد الآن؟ وهل يستحبُّ النظرُ إليه؟

* قال ابن عباس وغيره من السلف: «إنَّ بعض بنِي إسرائيل شكُّوا فِي موت فرعون، فأمر الله تعالَى البحر أن ُيلقيه بِجسده سويًّا بلا روح، وعليه درعه المعروفة على نَجْوَةٍ من الأرض - وهو المكان المرتفع - ليتحقَّقوا من موته وهلاكه». انتهى ([2]).

ومعنَى قوله تعالَى: ﴿لِتَكُونَ لِمَنۡ خَلۡفَكَ ءَايَةٗۚ أي: لتكون لبنِي إسرائيل دليلاً على موتك وهلاكك، وأن الله هو القادر الذي ناصيةُ كل دابَّة بيده، لا يقدر أحد على التخلُّص من عقوبته، ولو كان ذا سُلطة ومكانة بين الناس.

ولا يلزم من هذا أن تبقى جثة فرعون إلَى هذا الزَّمان كما يظُّنُه الجُهَّالُ؛ لأن الغرض من إظهار بدنه من البحر معرفةُ هلاكه، وتَحقُّقُ ذلك لمن شكَّ فيه من بنِي إسرائيل، وهذا الغرض قد انتهى، وجسم فرعون كغيره من الأجسام، يأتِي عليه الفناء، ولا يبقى منه إلاَّ ما يبقى من غيره، وهو عَجْب الذَّنَب، الذي منه يركَّبُ خلق الإنسان يوم


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1718).

([2])  انظر: «تفسير القرآن العظيم)) لابن كثير (2/412).