وكذلك مَن كان يصوم من شعبان صيامًا كثيرًا كما كان
النبي صلى الله عليه وسلم يصوم ويكثر الصيام من هذا الشهر؛ لكنه لم يخص هذا اليوم،
الذي هو الخامس عشر، لم يخصه بصيام؛ فإنما يدخل تبعًا.
الحاصل: أنه لم يثبت بخصوص ليلة النصف من شعبان دليل
يقتضي إحياءها بالقيام، ولم يثبت كذلك في يوم الخامس عشر من شعبان دليل يقتضي
تخصيصه بالصيام، فما يفعله بعض الناس خصوصًا العوام في هذه الليلة، أو في هذا
اليوم هذا كله بدعة يجب النهي عنه، والتحذير منه، وفي العبادات الثابتة عن النبي
صلى الله عليه وسلم من الصلوات والصيام، ما يغني عن هذه المحدثات، والله تعالى
أعلم.
س17: بعض الناس عند بداية الصلاة يقول: نويت أن أصلي كذا
وكذا فرضًا علي لله العظيم... ما حكم هذا القول بارك الله فيكم؟
* ما سأل عنه السائل من أن بعض
المصلين يتلفظ بالنية قبل الصلاة ويقول: نويت أن أصلي كذا وأصلي كذا، فهذا من
البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان، فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا
عن أصحابه وخلفائه الراشدين، ولا عن القرون المفضلة، ولا عن الأئمة المعتبرين أنهم
كانوا يقولون في بداية الصلاة أو غيرها من العبادات: نويت كذا وكذا؛ وإنما ينوون
في قلوبهم، والنية محلها القلب، وليس محلها اللسان، والله جل وعلا يقول: ﴿قُلۡ
أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾
[الحجرات: 16].
فهذا من البدع التي لا يجوز عملها والاستمرار عليها؛ بل على المسلم أن ينوي بقلبه، ويقصد بقلبه أداء العبادة التي شرعها الله بدون أن يتلفظ بذلك؛ لأن التلفظ بالنية من البدع المحدثة، وما نسب إلى
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد