س56: بعد دفن الميت فِي قبره أليس من المشروع، أو من
المطلوب الدعاء له، وسؤال التثبيت له كما أمر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم فِي
بعض الأحاديث؟
* نعم، الثابت عن الرسول صلى الله
عليه وسلم بالنسبة للميت بعد دفنه أنه كان يقف على قبره، ويدعو له ويستغفر له،
ويقول لأصحابه: «اسْتَغْفِرُوا
لأَِخِيكُمْ، وَسَلُوا اللهَ لَهُ التَّثْبِيتَ، فَإِنَّهُ الآْنَ يُسْأَلُ» ([1]).
فالذي يشرع للمسلمين إذا دفنوا الميت، وانتهوا من دفنه
أن يقفوا على قبره، وأن يستغفروا له، وأن يسألوا الله له التثبيت؛ لأنه وقت سؤال
الملَكَين فِي القبر فيقولون: اللَّهم اغفر له، اللَّهم ثبته، ويكررون هذا الدعاء
المبارك، فإن الله ينفعه بذلك؛ لأن دعاء المسلمين للأموات يرجى وصوله إليهم
وانتفاعهم به.
وأما ما يفعله الجُهال والقبوريون من أنهم يطلبون من
الميت أن يدعو لَهم، وأن يستغفر لَهم، وأن يشفع لَهم، فهذا عكس ما شرعه الله
ورسوله، وهذا من المُحادة لله ورسوله، إنَّما المشروع العكس أن الحي هو الذي يدعو
للميت ويستغفر له، والله جل وعلا يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ
لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾
[محمد: 19].
وكان صلى الله عليه وسلم إذا مرَّ بالقبور استقبلهم
بوجهه عليه الصلاة والسلام، وقال: «السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ، يَغْفِرُ اللهُ لَنَا وَلَكُمْ، أَنْتُمْ
سَلَفُنَا وَنَحْنُ بِالأَْثَرِ، اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُمْ، وَلاَ
تَفْتِنَّا بَعْدَهُمْ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُمْ» ([2]).
أما ما يفعل مع الجنائز من هذه البدع المُحدَثة، ومن الأمور الَّتي اعتادها الناس وهي ليس لَها أصلٌ فِي شريعة الإسلام، فالواجب الحذر منها والمنع منها، والتحذير منها.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3221)، والبزار رقم (445)، والحاكم رقم (1372).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد